مكانة الصين الشعبية كأكبر سوق سيارات عالمية تترسخ يوماً بعد يوم، وقد جاء معرض الصين الدولي للسيارات في دورة 2010 ليؤكد ذلك.
فالمعرض استقطب اهتماما عالميا منقطع النظير، ليفوق معرض شيكاغو الدولي حجما وفي أعداد الابتكارات المعروضة، وهو ما يتناسب مع صدارة الصين لمبيعات السيارات من كافة الطرز، متفوقة على السوق الأميركي في 2009، وذلك للمرة الأولى منذ نشأت هذه الصناعة، فقد تجاوز عدد السيارات المبيعة في السوق الصيني بنهاية العام الماضي 13.6 مليون وحدة، فيما حققت المبيعات في شهر ديسمبر فقط قفزة نمو بـ88.7 %، مقارنة بالشهر نفسه من العام 2008.
وقد إجتمعت نخبة من المدراء التنفيذيين لكبرى شركات صناعة السيارات العالمية في العاصمة الصينية بكين حيث معرض بكين الدولي للسيارات والذي كان زاخرا بعشرات التصميمات الجديدة.
ومن الجدير ذكره أن الصين أزاحت ألمانيا في العام الماضي لتحل ثالثا بعد اليابان والولايات المتحدة في انتاج وتصدير السيارات ، كانت أحصائية لأحد مراكز الأبحاث قد أِشارت إلى أن الصين ستكون بحلول عام 2010 المنتج والمصدر الأول للسيارات في العالم.
وجذبت الصين وفقا لتقرير بثته وكالة شينخوا الصينية انتباه كبريات شركات السيارات العالمية مع عرض 89 سيارة جديدة لأول ظهور عالمي في المعرض الذي يقام كل عامين.وقال وانغ شيا مسؤول المعرض إن 990 سيارة شاركت في معرض الصين بينها 89 سيارة تعرض لأول مرة، و65 سيارة تجريبية و95 سيارة عاملة بالطاقة المتجددة.
وأشار وانغ إلى أن «الصين أصبحت أهم سوق للسيارات في العالم وأسرعها نموا على خلفية الأزمة المالية العالمية»، مضيفا «أن كبريات الشركات متعددة الجنسيات المنتجة للسيارات تنظر إلى الصين على أنها مصدر رئيسي للنمو».
ولفت إلى أن هذا هو سبب وصول عدد العارضين في المعرض هذا العام إلى رقم قياسي يعد الأعلى في السنوات العشر الماضية من تاريخه.وقد سجل أكثر من 2100 منتج سيارات من 16 دولة ومنطقة للمشاركة في المعرض، وتبلغ مساحة منطقة العرض 200
ألف متر مربع.
وتصدرت الصين الدول الأخرى لتصبح أكبر منتج ومستهلك للسيارات في العالم في العام الماضي بفضل حزمة من الحوافز شملت تخفيض ضريبة المبيعات على شراء السيارات وإعانات للسيارات في المناطق الريفية.
وصنعت في الصين 13.79 مليون سيارة في عام 2009، ووصلت مبيعاتها إلى 13.64 مليون سيارة في السوق المحلي بزيادة 40 بالمائة على أساس سنوي، طبقا لتقرير جمعية منتجي السيارات الصينيين.
وقد تصدرت السيارات المعروضة في المعرض السيارات محلية الصنع، والتي بدأت شيئاً فشيئاً تتلمس طريقها نحو العالمية، فقد خطت علامات مثل جيلي وبي واي دي وبريليانس خطوات نحو الدخول في خضم أسواق التصدير، وخصوصاً في الدول النامية التي لا توجد فيها قوانين صارمة تصر على مستويات من الجودة والسلامة والموائمة البيئية لا تتوفر حالياً في المنتج الصيني، فقد وجدت السيارات الصينية سوقاً واعداً في أفريقيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق، وبعض الدول العربية مثل سوريا والعراق، أما الدخول في خضم المنافسة الحقيقة في أسواق العالم الكبرى في أمريكا الشمالية وأوروبا فهي مؤجلة برسم الوصول لمستويات أفضل من النقنية والجودة والتي ستتطلب استثمارات كبيرة وسنوات من التعلم والخبرة لا تمتلكها حالياً صناعة السيارات الصينية.
بالنسبة لأبرز السيارات التي حواها المعرض الصيني، فقد قدمت الشركات العالمية العديد من الطرازات الجديدة في بكين، كان أهمها بعض الطرازات الألمانية، مثل طراز بي ام دبليو غراند كوبيه والذي يعتبر مقدمة لدخول الصانع البافاري لخضم المنافسة في فئة سيارات الكوبيه ذات الأربعة أبواب والتي تشهد منافسة مزدحمة حالياً، إلى جانب طراز الفئة الخامسة الجديدة بنسخة قاعدة العجلات المطولة. أما مرسيدس بنز فقد قدمت في الصين طراز شوتنغ بريك المنتمية لطرازات النقل المشترك الرياضية، أودي قدمت في بكين طراز آي 8 الجديد بنسخته المطولة، بورشه الألمانية قدمت طراز كاين هايبرد الهجين، بالإضافة لطراز باناميرا المزود بمحرك ست اسطوانات، إلى جانب طراز 918 الرياضي الاختباري.
فولكس فاجن أقدم مصنع أجنبي في الصين، وصاحبة الحصة الكبيرة في السوق الصينية، قدمت النسخة الجديدة من طراز فايتون الفخم، والذي رغم فشله في اجتذاب الزبائن في أوروبا وأميركا، إلا أنه حقق نجاحاً ملحوظاً في السوق الصينية.
العلامات الفخمة والسوبر رياضية وجدت في الصين ضالته بعد انخفاض مبيعاتها في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، فالسوق الصينية هي الأكبر لمثل تلك السيارات حالياً، ولذا فقد اختارت فيراري بكين لتطلق فيها طراز 599 جي تي أو الجديد، ولامبورغيني لتطلق هي الأخرى طراز موتشيلاغو سوبر فيلوتشي ال بي 570 الجديد.
جنرال موتورز الاميركية والتي تدين لمبيعاتها النشطة في السوق الصينية حصة مهمة من انتعاش أعمالها الحالي، فقد قدمت طراز فولت ام بي في الكهربائي، والذي يؤسس لمستقبل السيارات العائلية المندفعة بالطاقة الكهربائية، إلى جانب طرازات علامتي بويك وشفروليه التي تصنع وتسوق في السوق الصينية حصرياً.
هيونداي الكورية، تتمتع بنمو ملحوظ لمبيعاتها في الصين، وقد اختارت معرض بكين لتعرض من خلاله طرازات فيرنا (آكسنت) وآفانتي (إيلانترا) الجديدين كلياً.